كلمة السيد ابراهيم مجاهد رئيس مجلس الجهة في اللقاء الجهوي حول تنزيل الاستراتيجية الوطنية حول البيئة و التنمية المستدامة.
بسـم الله الرحمان الرحيـم والصلاة والسلام
على أشرف المرسلين.

- السيدة كاتبة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة،
- السيد والي جهة بني ملال-خنيفرة،
- السادة رؤساء المجالس الإقليمية والجماعات الترابية والغرف المهنية بجهة بني ملال خنيفرة،
- السادة رؤساء المصالح الخارجية،
- السادة ممثلو المجتمع المدني،
- السادة ممثلو الصحافة ووسائل الإعلام،
- حضرات السيدات والسادة،

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،

يطيب لي بمناسبة تنظيم هذا اللقاء التواصلي الهام، أن أرجب بالسيدة كاتبة الدولة في التنمية المستدامة والوفد المرافق لها بجهة بني ملال-خنيفرة، كما أرحب أيضا بالسادة المشاركين شاكرا لهم حسن تلبيتهم الدعوة للمشاركة في أشغال هذا اللقاء الذي يعد مناسبة من أجل استعراض محاور كل من المخطط الوطني لتثمين النفايات، و كذا تنزيل الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة وأهم الإنجازات المسجلة على صعيد جهة بني ملال- خنيفرة.

ولا تفوتني الفرصة بهذه المناسبة أيضا، للتذكير بأهمية هذه الإستراتيجة المعتمدة خلال المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 25 يونيو 2017 تحت رئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي تمحورت حول سبعة رهانات كبرى: الحكامة والاقتصاد الأخضر والتنوع البيولوجي والتغير المناخي والمجالات الهشة والتماسك الاجتماعي والبعد الثقافي. وهي استراتيجية تتوخى تسريع الانتقال التدريجي للمغرب نحو الاقتصاد الأخضر الشامل، كما يكون لها وقع ايجابي على المواطن.

حضرات السيدات والسادة:

لا يخفى على أحد، أهمية الدور الاستراتيجي الذي يلعبه قطاع البيئة في تحقيق التنمية المستدامة بالنسبة لجميع القطاعات، إذ يعد عنصرا أساسيا و دعامة من الدعائم الضرورية لمواكبة مختلف برامج التنمية الجهوية. 
وانطلاقا من ذلك فقد شكل الرهان البيئي و تحقيق التنمية المستدامة، صلب استراتيجية المجلس الجهوي لجهة بني ملال-خنيفرة، حيث تم إقرار وبمناسبة إعداد برنامج التنمية الجهوية جملة من المشاريع بلغ عددها ما يزيد عن 87 مشروعا، توزع مضمونها ما بين: التطهير السائل، معالجة النفايات الصلبة، إعادة تأهيل وحماية الغطاء الغابوي، تنمية الطاقات المتجددة، وإعادة تقويم وتهيئة الأنهار. وهي مشاريع ترجمت في العمق قناعة مجلسنا الثابتة بأهمية المكون البيئي في إرساء معالم تنمية مجالية حقيقية، كما ترجمت انخراطنا القوي والفعال من أجل تنزيل الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على مستوى هذه الجهة بغية مواجهة كل الإكراهات البيئية، ومن أجل دمج متطلبات الإستدامة في السياسات العمومية.
ويكفي هنا أن استعرض بعض المشاريع والمنجزات التي قام بها مجلسنا والتي تبقى على سبيل المثال لا الحصر:
- تعزيز النجاعة الطاقية بالمقرات الادارية لمجلس الجهة حيث كانت جهتنا سباقة إلى اعتماد هذه الآلية كوسيلة للحفاظ على الطاقة، وفي أفق تعميمها على باقي الجماعات بتراب الجهة في مرحلة ثانية.
- المساهمة في البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية من خلال المساهمة في تمويل تدبير استغلال مراكز طمر وتثمين النفايات الصلبة والمماثلة لها ببعض الجماعات بتراب الجهة.
- المساهمة في تمويل مشاريع التطهير السائل للأحياء الناقصة التجهيز بعدد من المراكز بالجهة في إطار المخطط الوطني للتطهير السائل. 
- المساهمة في إحداث مجموعة الجماعات الترابية " بني ملال الكبرى" لتدبير مرافق إحداث المطارح العمومية وتدبير النفايات الصلبة، المحافظة على البيئة، المجازر الجماعاتية.
- المساهمة في إنجاز البنية التحتية الخارجية لتزويد وربط قطب الصناعة الغذائية بالماء الصالح للشرب وشبكة التطهير السائل.
- وفي إطار مواصلة الجهود الرامية إلى تأهيل العالم القروي و تدعيم المكتسبات المحققة في مجال فك العزلة، تم تنزيل البرنامج الجهوي للتقليص من الفوارق الترابية والاجتماعية بالعديد من الجماعات الترابية على مستوى الجهة، والذي يبقى من بين مكوناته الأساسية تعميم ربط الدواوير المستهدفة بشبكة التطهير السائل والمحافظة على البيئة.

حضرات السيدات والسادة ،

بالرغم من المنجزات الهامة التي تم تحقيقها، فطموحنا لازال كبيرا في ترسيخ العديد من المكتسبات في مجال تحقيق التنمية المستدامة، مكتسبات سنتوجها اليوم بتوقيع اتفاقيات للشراكة تتعلق الأولى بإنجاز مشروع معالجة النفايات السائلة "المرج" لمعاصر الزيتون المتواجدة بجماعة زاوية الشيخ من أجل الحد من التلوث، في أفق تعميم هذه التجربة النموذجية على باقي الجماعات الترابية الأخرى. في حين تتعلق الثانية باتفاقية إطار في مجال البيئة والتنمية المستدامة بين مجلس الجهة وولاية الجهة وكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة. وهي اتفاقية نؤكد من خلالها وكما سبقت لي الاشارة الانخراط الفعلي لمجلس جهتنا في تنزيل أهداف الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، كما تعكس أيضا التنفيذ الفعلي لمختلف التوصيات سواء المنبثقة عن الأنشطة واللقاءات التي نظمها مجلس جهتنا بمناسبة التهييء لمؤتمر مراكش حول التغييرات المناخية أو المنبثقة عن مؤتمر الأطراف المنعقد بمدينة مراكش.

حضرات السيدات والسادة :

إن تحقيق غايات الإستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة يتطلب منا جميعا بذل كل الجهود، وانخراط مختلف الفاعلين والمتدخلين، و العمل على تعبئة الإمكانات الضرورية، مع جعل المواطن في صلب هذه الغايات. ومما لاشك فيه أن من شأن اعتماد هذه الآليات أن يساهم في تحقيق التنزيل الأمثل لهذه الاستراتيجية، وأيضا في تحقيق الرهانات الأساسية في مجال التنمية المستدامة. ولاشك أننا اليوم جميعا ومن خلال هذا اللقاء المبارك، نبصم إحدى أهم الخطوات في مجال رسم معالم سياسة جديدة تعنى بالتنمية المستدامة وترسيخ نظام بيئي جهوي جديد.
وفي الختام لا يسعني مرة أخرى إلا أن أعبر عن استعداد مجلسنا الجهوي للإنخراط الفعلي والتام في تفعيل وتنزيل كل الاستراتيجيات الطموحة لتنمية هذه الجهة وفق مقاربات تشاركية. 
كما أجدد شكري للسيدة كاتبة الدولة، السيد الوالي، والسادة الحاضرين على مشاركتكم في أشغال هذا اللقاء التواصلي الهام، راجيا من الله جلت قدرته أن يكلل أعمالنا بالتوفيق والنجاح لما فيه خير الصالح العام لبلادنا تحت القيادة الرشيدة لمولانا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.